هم الصحابة ومن سواهم تبع لهم ، فالغدر لا محالة صادر عنهم وواقع منهم اذ لا مخالفة من غيرهم من جميع الناس الا بسببهم ودعائهم ، او دعاء احد منهم الى المخالفة كما هو معلوم عند اولى العقل والفطنة ، فوجب ان يكونوا هم المعينين بالغدر ورؤساء الجمل وصفين من جملتهم ، اللهم الا ان يتمحل متمحل فيقول ان الصدر الأول من الصحابة ليسوا من الأمة فحينئذ يقال له فهم اذن غير مسلمين لأن امة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من اقر بالشهادتين واذا لم يكونوا من الأمة كانوا من الكفار.
الثاني : ان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قال : (بعدي) فجعل ما بعده من الزمان الذي اوله وقت وفاته ظرفا لغدرهم فيعم جميع الأوقات ، والتخصيص بوقت يتوقف على المخصص ولا مخصص في المقام الا رأى الخصم وليس الرأي بمقبول.
الثالث : انا انما نتكلم على معنى الحديث وهو مفيد لثبوت العهد من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في علي (عليهالسلام) إليهم لثبوت الغدر منهم ، وحيث ثبت الغدر ثبت لتوقفه عليه وذلك هو النص بالامامة ومن ادعى غيره فعليه البيان فتثبت الامامة له في جميع الأوقات فمن زحزحه عنها او حال بينه وبينهما فهو غادر وقد وضح الأمر الا ان يكذب ابن ابي الحديد واصحابه رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فيكفروا ، وليس ذلك بكثير عليهم في محبة ائمتهم.
ومنها ما رواه ابن أبي الحديد عن يونس بن حبيب (١) عن انس بن مالك قال : كنا مع رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وعلي بن أبي طالب (عليهالسلام) معنا فمرّ بحديقة فقال علي يا رسول الله ألا ترى ما
__________________
(١) في شرح النهج «خباب».