قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع) وفي غيره : (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا) الخ (١).
وفي صحيح الترمذي عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : (لتركبن سنن من كان قبلكم) (١).
وفي جامع العلوم لقدوة الحفاظ ابي عبد الله محمد بن معمر عن ابي بن كعب قال : والله ما زالت هذه الأمة مكبوبة على وجهها منذ قبض رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم). وهذه الأحاديث وامثالها صريحة في ان القوم بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) رجعوا عن الدين على اعقابهم القهقري وما نرى شيئا فعلوه بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في الدين اعظم من اخذ الخلافة من اهلها ومستحقيها ولو لم يكن هناك نص على واحد بعينه وقد خالفوه واغتصبوا من ذي الحق حقه لما استوجبوا كل ذلك ، وفي هذه الأخبار تكذيب الأشاعرة في قولهم بنجاة كل صحابي وان فعل ما فعل من المعاصي ، ودلت أيضا على صحة تظلم امير المؤمنين (عليهالسلام) من القوم السابقين في محله وموضعه ، فما ادعيناه عليهم قد وضح بيانه وسطع برهانه والحمد لله على انعامه بالهداية.
الوجه الثالث : مما يدل على وجود النص على امير المؤمنين ما يخطر من فلتات عمر فتارة يعترف بأن عليا مظلوم ، وتارة بانه منصوص عليه لكن خولف النص لمصلحة ، وتارة بأنه اولى بالأمر الى غير ذلك.
فمنها ما رواه ابن ابي الحديد عن الزبير بن بكار الزبيري في كتاب الموفقيات عن عبد الله بن عباس قال اني لأماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة اذ قال لي : يا بن عباس ما أرى (٢) صاحبك الا مظلوما ،
__________________
(١) الترمذي كتاب الفتن ب ١٨.
(٢) في شرح النهج «ما اظن».