تواضع وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه ولما قال معاوية لقيس بن سعد بن عبادة : رحم الله أبا الحسن فلقد كان هشا بشا ذا فكاهة ، قال قيس : نعم كان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يمزح ويبسم الى اصحابه ، واراك تسر حسوا في ارتغاء وتعيبه بذلك ، اما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة اهيب من ذي لبدتين ، قد مسه الطوى ، وتلك هيبة التقوى ، ليس كما يهابك طغام اهل الشام ، الى غير ذلك مما وصف به من الهيبة والوقار ، روى ذلك ابن ابي الحديد وغيره من معتزلة واشاعرة ، فليس مما نسبه عمر إليه في شيء ، كما أن قول ابن العاص بهت منه وزور وافتراء ، والله ولى الجزاء ، ودع ذا كله أليس في اعتذار عمر عن تقدمه وتقدم صاحبه على امير المؤمنين في الخلافة بما ذكره من الأعذار بعد شهادته بانها حقه وانه اولى الناس بها دليل ظاهر على انه كان رادا لنص الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بالرأي؟ وذلك هو المقصد. والمراد وهو المدعى الذي نحن بصدد اثباته والله الهادي الى الصواب.
قال ابن ابي الحديد بعد روايته الأخبار التي ذكرناها وغيرها مما اورده هناك في المعنى : سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن محمد بن ابي زيد وقد قرأت عليه هذه الأخبار ، فقلت له : ما اراها الا تكاد تكون دالة على النص ، ولكني استبعد ان تجتمع الصحابة على دفع نص رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على شخص بعينه كما استبعد من الصحابة رد نصه على الكعبة وشهر رمضان وغيرهما من معالم الدين ، قال : فقال : ابيت الا ميلا الى
__________________
يره لصغره ويعد هو واخوه زيد بن صوحان في اصحاب علي (عليهالسلام) اما زيد فاستشهد معه يوم الجمل ، وقد روى ابن الأثير في اسد الغابة بترجمة زيد رواية عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) تدل على فضل عظيم وبشارة بالشهادة واما صعصعة فقد شهد مع علي (عليهالسلام) حروبة الثلاثة ومات في ايام معاوية.