عليه وصريحة ان لكل زمان إماما تجب معرفته ولا تجب معرفة ملك جائر البتة كما اوضحناه سابقا ، والأحاديث المتفق عليها في المهدي وانه خليفة رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) حقا ، وبالجملة بطلان تلك الدعوى ظاهر لا يحتاج الى تطويل القول فيه ما بيناه في المقدمة من وجوب استمرار الامامة وما اقمنا عليه من الأدلة واوّل الأئمة الاثني عشر وسيدهم امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهالسلام) ، ثم ابنه الحسن ، ثم اخوه الحسين ، ثم ابنه علي بن الحسين زين العابدين ، ثم ابنه محمد بن علي الباقر ثم ابنه جعفر بن محمد الصادق ، ثم ابنه موسى بن جعفر الكاظم ، ثم ابنه علي بن موسى الرضا ، ثم ابنه محمد بن علي الجواد المعروف بالتقي ، ثم ابنه علي بن محمد الهادي الموصوف بالنقي ، ثم ابنه الحسن بن علي الزكي العسكري ، ثم ابنه المنتظر المهدي سمى جده النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وقد تواتر النقل عندنا عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) باسمائهم وانهم الأئمة من بعده ، ووصفهم لجماعة من اصحابه منهم جابر بن عبد الله الأنصاري ، واخبره انه يدرك محمد بن علي الباقر وامره ان يقرأه عنه السلام ففعل (١) والقصة مشهورة عند مخالفينا ، وفضل هؤلاء الأئمة عند خصومنا مشهور ، وفي مصنفاتهم مذكور ، قد ذكرهم ابن ابي الحديد في ذكره مفاضلة هاشم وعبد شمس بجميل الذكر واثنى عليهم باحسن الثناء وذكرهم ابو العباس الدمشقي في تاريخه ووصفهم بالامامة ومدحهم بالعلم والشهامة وذكر لهم جملة من الكرامات والأخبار عن المغيبات والكلام على اسرار القلوب
__________________
(١) نور الابصار ص ١٤٣ وقال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٥ / ٢٧٧ : «هو سيد فقهاء الحجاز ومنه ومن ابنه جعفر تعلم الناس الفقه ، وهو الملقب بالباقر ، باقر العلم ، لقبه به رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ولم يخلق بعد ، وبشر به ، ووعد جابر بن عبد الله برؤيته ، وقال : (ستراه طفلا فاذا رأيته فابلغه عني السلام) فعاش جابر حتى رآه وقال له ما وصيّ به».