الأخبار مودعة في كتب اصحابنا فوجب اتباع ما قاله النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم).
الثاني تواتر النص عندنا عن كل سابق على لاحقه ، وقد علمت ان الامامة عندنا دائرة مدار النص ، وقد اوضحنا بطلان الاختيار فيها في اوّل الكتاب فيجب الحكم بامامة من ذكرنا نصّ النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عليهم ونص بعضهم على بعض.
الثالث انك قد علمت فيما مضى انا اقمنا الدليل على اشتراط الأعلمية في الامام وانه لا يجوز ان يكون في رعيته من هو اعلم منه ولم نجد من ذرية الحسين ولا من ذرية الحسن اعلم من هؤلاء القوم ، فانهم ما سألوا عن شيء الا اجابوا فيه ، واستخرجوه من كتاب الله تعالى وبثوا من العلوم ما لم يحط به احد ومن اخبار الماضين ما لم يعلمه من قرأ كتب الأولين مع تصريحهم بانهم لم يجدوا لعلومهم حملة ، فلو انهم وجدوا من يحمل علومهم لبرز عنهم من العلم ما يكون الظاهر الآن من علومهم على كثرته عشر عشر عشره واستغفر الله من النقصان ، فان العبارة لا تؤدي عنه والعقول لا تحيط بكنهه ، فقولنا على جهة التقريب فقد قالوا لمن سألهم عن الألف باب التي علمها رسول الله امير المؤمنين (عليهالسلام) فانفتح من كل باب الف باب (١) وانها صارت إليكم فكم نروي منها عنكم فقالوا : (انكم ترون منها
__________________
(١) في كنز العمال ٦ / ٣٩٢ عن علي قال : «علمني رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الف باب كل باب يفتح الف باب) وقال : «اخرجه ابو احمد الفرمني في جزئه ، وفي رواية الثعلبي في قصص الأنبياء ص ٥٦٧ «علمني الف باب من العلم فتشعب لي من كل باب الف باب» ذكر ذلك في قصة اهل الكهف ، وفي كنز العمال ٦ / ٤٠٥ عن ابن عباس : «علمه الف الف كلمة كل كلمة تفتح الف كلمة».