وقد وضع يديه على بطنه (هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله هذا ما زقّني رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) زقّا أيّها النّاس سلوني قبل ان تفقدوني فو الله لو سألتموني عن فئة تضل مائة وتهدى مائة لاخبرتكم بقائدها وسائقها الى يوم القيامة وما من آية من كتاب الله نزلت في ليل او نهار او سهل او جبل او حضر او سفر مكّيها ومدنيّها الّا وانا عالم بتفسيرها وتأويلها وناسخها ومنسوخها) (١) وفيمن نزلت وقال لكميل بن زياد (٢) (يا كميل ان هنا ـ واشار الى صدره ـ لعلما جمّا لو أصبت له حملة) وكثيرا ما يقول ما يضارع هذه المقالات ولما خطب يوما وذكر كلاما يخبر فيه عن قوم من الاتراك وما يفعلون في بلاد الاسلام من الفساد وقت خروجهم قال بعض اصحابه وكان كلبيّا لقد اعطيت يا امير المؤمنين علم الغيب ، فضحك (عليهالسلام) وقال للرّجل (يا اخا كلب ليس هو بعلم غيب وانّما هو تعلم من ذي علم وانّما علم الغيب علم السّاعة وما عدده الله سبحانه اذ يقول : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (٣) الآية ، فهذا علم الغيب لا يعلمه أحد الّا الله وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيّه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فعلمنيه ودعا بأن يعيه صدري وان تضطم عليه جوانحي) الى غير ذلك وكذلك خص النّبي (صلى الله عليه وآله
__________________
(١) قال ابن ابي الحديد عن هذه الخطبة التي نقل المؤلف منها هذا الكلام منها : «هذه الخطبة ذكرها جماعة من أهل السيرة وهي متداولة منقولة مستفيضة خطب بها علي (عليهالسلام) بعد انقضاء أهل النهر وأن» وقد رواها الثقفي في الغارات ص ٦ ونقل مختارها الشريف الرضي في نهج البلاغة ، واستعرضت مصادرها في مصادر نهج البلاغة واسانيده ٢ / ١٧٨.
(٢) كميل بن زياد النخعي اليماني من خواص أصحاب أمير المؤمنين (عليهالسلام) وصاحب سره ، وخريج مدرسته عاش الى أيام الحجاج فقتله في حدود سنة ٨٣ وكان امير المؤمنين (عليهالسلام) قد أخبره بذلك ودفن بظهر الكوفة (النجف الأشرف) وقبره مزار مشهور.
(٣) لقمان : ٢٤.