وسلم) حذيفة بن اليمان (١) من احوال المنافقين وفسر له من أسمائهم ما لم يفسر بعضه لكثير من الصّحابة حتّى ان عمر احتاج أن يسأله عن نفسه أهو من المنافقين أم لا كما رواه مخالفونا واسرّ لسلمان اشياء كثيرة لم يظهرها لغيره من اصحابه وهكذا ممّا يطول ذكره.
الخامس : أنه لو لم يكن النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بين لقوم ما لم يبيّن لغيرهم ولشخص ما لم يبيّنه لآخر من الاحكام لسقطت اخبار الآحاد وحرم العمل بها ، وبيانه ان مضمون خبر الواحد لم يطلع عليه الّا راويه ولم يسمعه من النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الّا هو والمفروض انّ النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لم يخصّ احدا ببيان حكم دون أحد وانّه بيّن جميع الاحكام لكافة الصّحابة فما هو من بيان النّبي فهو معلوم لجميعهم وما ليس معلوما لجميعهم فهو ليس من بيانه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وخبر الواحد غير معلوم لكافّتهم فيجب ان لا يكون من بيان النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فيكون مكذوبا ومخالفونا لا يرضون بذلك ولا يجوز عندهم اسقاط اخبار آحاد الصّحابة وكيف يرضون به وهو مبنى صحّة مذهبهم ولو لا العمل بها لزال أساس ائمّتهم كما لا يخفى على العارف بالحال ومنه يثبت المدّعى.
السّادس : انه قد صحّ عن النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) انه قال :
__________________
(١) أبو عبد الله حذيفة بن اليمان العبسي صحابي عداده في الأنصار سكن الكوفة ومات في المدائن بعد بيعه علي (عليهالسلام) بأربعين يوما ، قال ابن الأثير في اسد الغابة ١ / ٣٩١ : «حذيفة صاحب سرّ رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في المنافقين» وقال : «وكان عمر اذا مات ميت يسأل عن حذيفة فان حضر الصلاة عليه صلى عليه ، وان لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر».