روح اليقين او انّهم خلفاء الله في ارضه والدّعاة الى دينه؟ وسائحا غير هؤلاء لا نعرفه ، ان صريح كلام امير المؤمنين (عليهالسلام) ان القوم الذين وصفهم منهم ظاهر ومنهم مستور وكلام المعتزلي مصرّح بان جميع السّائحين مستورون لا يعرفون ، فلا يطابق كلامه لفظ الخبر ومعناه فلا يصح ان يحمل عليه ، وبالجملة ان كلام المعتزلي لا معنى له وانّما هو من ضيق الخناق فيتعلل بما لا يجدي نفعا والله الهادي.
ومنها : قوله (عليهالسلام) في خطبة له (والهجرة قائمة على حدّها الأوّل ما كان لله في اهل الارض حاجة من مستسرّ الامّة ومعلنها لا يقع اسم الهجرة على احد الا بمعرفة الحجّة في الأرض فمن عرفها واقرّ بها فهو مهاجر ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجّة فسمعتها اذنه ووعاها قلبه) (١) وهذا الكلام من اصرح الصّريح في ان الأرض لا تخلو من امام تجب معرفته وان من عرفه صح عليه اسم الهجرة فسمّى مهاجرا وان من لم يعرفه سمّي مستضعفا لا دين له وهو قوله (عليهالسلام) ، لا يقع اسم الهجرة على احد الا بمعرفة الحجّة في الأرض ولا يقع اسم الاستضعاف الى آخره وان ذلك باق ما دام التكليف موجودا وهو قوله (عليهالسلام) «ما كان لله في اهل الأرض حاجة» وقد اعترف المعتزلي بذلك فانّه لما ذكر الفرق بين هذه الهجرة الّتي ذكرها امير المؤمنين وبين الهجرة التي ذكرها النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بقوله : (لا هجرة بعد الفتح) وخصّ الاولى بالهجرة الى الامام قال : ثمّ ذكر يعني امير المؤمنين انه لا يصح ان يعد الانسان من المهاجرين الا بمعرفة امام زمانه وهو معنى قوله : (الا بمعرفة الحجة في الأرض) قال : فمن عرف الامام واقرّ به فهو مهاجر قال : ولا يجوز ان يسمّى من عرف الامام مستضعفا ـ الى ان قال ـ : وشيعة الامام ليست الهجرة بالبدن مفروضة عليهم بل تكفي معرفتهم به واقرارهم بامامته فلا يقع اسم الاستضعاف
__________________
(١) نهج البلاغة من الخطية ١٨٧.