عليهم (١) انتهى قوله : ولازم قوله انّه من المستضعفين لانّه لا امام له على طبق مذهبه والخلفاء الفسّاق الذين في زمانه من بني العبّاس لا يصلحون للامامة على الوجه المذكور في قول اصحابه ، وإمامنا المستور عن اهل الغرور لا يثبت هو وجوده بل ينفيه في مواضع كثيرة بالصّريح من كلامه فبقي حينئذ بلا امام عدل فهو من المستضعفين لا محالة ، والعجب منه في هذا الموضع انّه لم يذكر ان الامام الّذي معرفته تكون هجرة هو القطب الّذي كان يدّعيه في شرح كثير من خطب امير المؤمنين المشابهة في المعنى لهذه الخطبة ، واظنّه هنا نسي ذلك ولم يتصوّر ان الكلام نصّ في مذهب الاماميّة ليتصدى لدفعه ولو بالرّاح ولستره ولو بالزّجاج ، وانت خبير بان الكلام المذكور صريح وايّ صريح فيما ندّعيه.
واعلم انّ امير المؤمنين (عليهالسلام) اراد بالمهاجر والمستضعف في قوله المذكور واشار به الى ما في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها) (٢) الآية فمن عرف الامام في زمانه كان مهاجرا في الأرض وان لم يخرج من منزله ومن جهل امام زمانه فهو مستضعف وان جاب الاقطار.
ومنها : قوله في خطبة (وانما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده ولا يدخل الجنّة الّا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النّار الّا من انكرهم وانكروه) (٣) الخطبة ، وهي وفق المدّعى لأنّ قوله (عليهالسلام) : «الأئمة قوام الله على خلقه» صريح في دوام وجود الامام واستمراره باستمرار زمان التّكليف ، لأن القائم على الخلق والعريف عليهم يستحيل ان يكون غير موجود ولا حيّ ولا عارف باحوالهم ، وقوله (عليهالسلام) : «لا يدخل الجنّة»
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ١٣ / ١٠٤.
(٢) النساء ٩٧.
(٣) نهج البلاغة من الخطبة ١٥٠.