إذ فعل حسنا ، فلما كان الكافر مسيئا مفسدا كاذبا جائرا مبطلا ، علمنا (١) ان فعله ليس بحسن ولا حق ولا صدق ولا عدل ولا صلاح.
وقال الله تعالى (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ)(٢) ولو كان فاعلا لها لكان قد أنزل بها أعظم السلطان والحجة.
وقال (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً)(٣) تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقال (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ)(٤) والله قد جعل الأجسام كلها ، وانما نفى عن نفسه أن يكون قولهم لأزواجهم وقولهم لأولادهم أنتن أمهاتنا ، وأنتم أبناؤنا ، ثم أخبر أنه لا يقول الا حقا وان الكذب ليس من قوله ولا من فعله.
وقال عز من قائل (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ)(٥) فأخبر أنهم جعلوا له شركاء ، ولو كان الجاعل لما كان قد جعل لنفسه شركاء ، ولا يخلو من أن يكون هو جعل لنفسه شركاء دونهم ، أو يكونوا (٦) هم الذين جعل لنفسه شركاء دون عبادة أو ان كان (٧) هو جعل ما جعلوا كان قد جعل لنفسه شركاء كما جعل ذلك عباده. فكان قد شارك
__________________
(١) في مط : علما.
(٢) سورة النجم : ٢٣.
(٣) سورة مريم : ٨١.
(٤) سورة الأحزاب : ٤.
(٥) سورة الانعام : ١٠٠.
(٦) في مط : أو يكون.
(٧) في أ : وان كان.