ثلاثين» (١). قالوا : فما تصنعون في هذا الخبر؟ وقد استفاض بين الأمة واشتهر.
ثم قال قيل لهم : لعمري انه خبر ذائع لا يختلف في صحته اثنان ، ومذهبنا فيه ما قال الصادق عليهالسلام : ان الناس كانوا يصومون بصيام رسول الله صلىاللهعليهوآله ويفطرون بإفطاره ، فلما أراد مفارقتهم في بعض الغزوات قالوا : يا رسول الله كنا نصوم بصيامك ونفطر بإفطارك وها أنت ذاهب لوجهك فما نصنع؟ فقال صلىاللهعليهوآله : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما. فخص بهذا القول لهم تلك السنة جوابا عن سؤالهم ، فاستعمله الناس على سبيل الغلط في سائر الأعوام. ولذلك أظهر الله تعالى لهم الهلال في يوم السرار بخلاف ما جرت به العادات ، ولو لم يدل على تخصيص هذا الخبر الا ما قدمناه في دلائل الآثار والقرآن ، وإذا كان خاصا فاستعماله على العموم غير صواب.
يقال له : إذا كان قوله عليهالسلام «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» عاما فالظاهر (٢) فلا يقبل قول من خصصه وعدل به الى أنه في سنة واحدة إلا بدليل ، ولا دليل على تخصيص هذا الخبر ولا حجة.
وبعد فكيف يعلق الصيام في سنة واحدة إذا سلمنا التخصيص بالرؤية ، فنقول : صوموا لأجل رؤيته ، وأن الرؤية علمه (٣) في الصوم موجبة له.
وعلى (٤) هذا مذهب أصحاب العدد لاحظ لها في الصوم ولا تؤثر في وجوبه ، وأن العدد هو الموجب للصوم. فان اتفق ما قاله صاحب الكتاب أن يظهر الله
__________________
(١) وسائل الشيعة ٧ / ١٩١ ج ١١.
(٢) ظ : في الظاهر.
(٣) ظ : علامة.
(٤) الظاهر زيادة «هذا».