وقال يحيى بن معاذ : صبر المحبّين أشدّ من صبر الزاهدين. واعجبا كيف يصبرون! وأنشد (١).
والصّبر يحمد فى المواطن كلّها |
|
إلّا عليك فإنّه مذموم (٢) |
وقيل : الصّبر هو الاستعانة بالله. وقيل : هو ترك الشكوى. وقيل :
الصّبر مثل اسمه مرّ مذاقته |
|
لكن عواقبه أحلى من العسل |
وقيل : الصّبر أن ترضى بتلف نفسك فى رضا من تحبّه ، كما قيل :
سأصبر كى ترضى وأتلف حسرة |
|
وحسبى أن ترضى ويقتلنى صبرى (٣) |
وقيل : مراتب الصّبر خمسة : صابر ، ومصطبر ، ومتصبّر ، وصبور ، وصبّار.
فالصّابر أعمّها. والمصطبر : المكتسب للصبر ، المبتلى به. والمتصبّر : متكلّف الصّبر حامل نفسه عليه. والصّبور : العظيم الصّبر الّذى صبره أشدّ من صبر غيره. والصّبّار : الشديد الصّبر ، فهذا فى القدر والكمّ ، والّذى قبله فى الوصف والكيف.
وقال علىّ بن أبى طالب : الصّبر مطيّة لا تكبو.
وقف رجل على الشّبلىّ فقال : أىّ الصّبر أشدّ على الصّابرين؟ فقال : الصّبر فى الله. فقال السّائل : لا. قال : مع الله. قال : لا. قال : فأيش؟
__________________
(١) فى الرسالة «أنشدوا».
(٢) فى الرسالة : «لا يجمل» فى مكان «مذموم».
(٣) نسبه صاحب الرسالة الى ابن عطاء.