فقل لأنه خلقني لنفعي ولا طريق لنيل النفع إلا بالحياة التي يصح معها الإدراك.
فإن قال ما النعمة؟
فقل هي المنفعة إذا كان فاعلها قاصدا لها.
فإن قال ما المنفعة؟
فقل هي اللذة الحسنة أو ما يؤدي إليها.
فإن قال لم شرطت أن تكون اللذة حسنة؟
فقل لأن من اللذات ما لا يكون حسنا.
فإن قال لم قلت أو ما يؤدي إليها؟
فقل لأن كثيرا من المنافع لا يتوصل إليها إلا بالمشاق كشرب الدواء الكريه والفصد ونحو ذلك من الأمور المؤدية إلى السلامة واللذات فتكون هذه المشاق منافع لما يؤدي إليه في عاقبة الحال.
ولذلك قلنا إن التكليف نعمة حسنة لأنه به ينال مستحق النعيم الدائم واللذات.
فإن قال فما كمال نعم الله تعالى؟
فقل إن نعمة تتجدد علينا في كل حال ولا يستطاع لها الإحصاء.
فإن قال فما تقولون في شكر المنعم؟
فقل هو واجب.
فإن قال فمن أين عرفت وجوبه؟
فقل من العقل وشهادته وواضح حجته ودلالته.
ووجوب شكر المنعم على نعمته مما تتفق العقول عليه ولا تختلف فيه.
فإن قال فهل أحد من الخلق يكافئ نعم الله تعالى بشكر أو يوفي حقها بعمل؟
فقل لا يستطيع أحد من العباد من قبل أن الشيء إنما يكون كفوا لغيره