فإن عرف المكلف تأويل هذه الآيات فحسن وإلا أجزأه أن يعتقد في الجملة أنها متشابهات وأن لها تأويلا ملائما تشهد بما تشهد به العقول والآيات المحكمات وفي القرآن المحكم والمتشابه والحقيقة والمجاز والناسخ والمنسوخ والخاص والعام.
ويجب عليه أن يقر بملائكة الله أجمعين وأن منهم جبرئيل وميكائيل وأنهما من الملائكة الكرام كالأنبياء بين الأنام وأن جبرئيل هو الروح الأمين الذي نزل بالقرآن على قلب محمد خاتم النبيين وهو الذي كان يأتيه بالوحي من رب العالمين.
ويجب الإقرار بأن شريعة الإسلام التي أتى بها محمد عليهم السلام ناسخة لما خالفها من شرائع الأنبياء المتقدمين.
وأنه يجب التمسك بها والعمل بما تضمنته من فرائضها وأن ذلك دين الله الثابت الباقي إلى أن يرث الله (الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها) لا حلال إلا ما أحلت ولا حرام إلا ما حرمت ولا فرض إلا ما فرضت ولا عبادة إلا ما أوجبت.
وأن من انصرف عن الإسلام وتمسك بغيره كافر ضال مخلد في النار ولو بذل من الاجتهاد في العبادة غاية المستطاع.
وأن من أظهر الإقرار بالشهادتين كان مسلما ومن صدق بقلبه ولم يشك في فرض أتى به محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان مؤمنا.
ومن الشرائط الواجبة للإيمان العمل بالفرائض اللازمة فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن.
وقوله تعالى :
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) (١)
إنما أراد به الإسلام الصحيح التام الذي يكون المسلم فيه عارفا مؤمنا عالما بالواجبات طائعا.
_________________
(١) آل عمران : ١ ٩