فإن قالوا ما القديم فقل ما ليس لوجوده أول.
فإن قال ما المحدث فقل هو الذي لوجوده أول.
فإن قال ما الجسم فقل هو ذو الطول والعرض والعمق
فإن قال ما الجوهر فقل هو أصغر ما تألفت منه الأجسام.
فإن قال ما العرض فقل هو العارض في المحل بغير بقاء.
واعلم أن الأعراض عندنا لا تبقى وإنما تتجدد حالا بعد حال ولا يوجد العرض عندنا إلا وقتا واحدا والموجود وقتا واحدا ليس بباق ولا يوجد شيء من الأعراض إلا في محل.
فإن قال ما الباقي فقل هو المستمر الوجود فإن أحببت فقل هو ما وجد وقتين فما زاد.
فإن قال ما الفاني فقل هو ما انعدمت عينه بعد وجوده وقد كان يجوز أن لا ينعدم.
فإن قال ما الاجتماع فقل هو محاسن جواهر الأجسام.
فإن قال ما الافتراق فقل هو مباينتها.
فإن قال ما الحركة فقل هي ما فرغ بالتحرك مكانا.
وشغل مكانا فإن قال ما السكون فقل هو لبث الجوهر في مكان وقتين فما زاد.
واعلم أن الجوهر إذا لم يكن في مكان فهو ليس بمتحرك ولا ساكن.
فإن قال لك ما المكان فقل هو ما أحاط بالمتمكن فمكان الجوهر ستة أمثاله تحيط به من جميع جهاته وصفحة العالم العليا هي مكان للعالم ولا مكان لها ولا يقال في الحقيقة أنها متحركة ولا ساكنة وكذلك المستفتح (١) الوجود من الجواهر عندنا وعند أكثر أهل النظر أنه ليس بمتحرك ولا ساكن.
_________________
(١) العبارة غير واضحة وقد يراد به ما كان في ابتداء وجوده