فقسم صفات ذاتية وهي التي لم يزل عليها ولا يزول عن استحقاقها.
وقسم صفات أفعال وهي التي تجددت عند فعله الأفعال ولا يصح أن يقال إنه عليها فيما لم يزل.
بيان صفات الذات والدليل عليها :
وهي قولنا :
حي باق وقادر وعالم وكذلك موجود وقديم.
فهذه الصفات استحقها لنفسه لا لمعنى آخر.
والدليل على ذلك أنه لو كان حيا بحياة وباقيا ببقاء وقادرا بقدرة وعالما بعلم كان حياته وبقاؤه وقدرته وعلمه لا يخلو عن حالين :
إما أن تكون معاني قديمة معه وإما أن تكون حادثة.
فلو كانت قديمة لشاركته في أخص صفاته وماثلته فيبطل التوحيد.
وقد تقدمت الأدلة (١) على صحته. وأيضا فلو ماثلت الصفة الموصوف لم تكن صفة له بأولى من أن يكون هو صفة لها.
وإن كانت هذه المعاني الموصوف بها أعني الحياة والبقاء والقدرة والعلم حادثة وجب أن يكون قبل حدوثها غير مستحق للوصف بها.
وقد ثبت الأدلة على أنه سبحانه لم يزل حيا باقيا قادرا عالما.
ولو كانت أيضا حادثة لم يكن لها غناء عن محدث أحدثها.
ولا يصح أن يكون محدثا غيره تعالى لأنه الفاعل الأول والقديم الذي لم يزل فكيف يفعل الحياة لنفسه من ليس بحي أو يحدث القدرة من ليس بقادر.
والعاقل يعلم أن هذا مستحيل باطل.
_________________
(١) الأولى ثبت بالأدلة بزيادة الباء