فعلم أنه حي وباق وقادر وعالم لنفسه لا لمعان غيره.
وربما أطلق اللفظ اتساعا بأن له قدرة وعلما قال (١) الله سبحانه كذا والمعنى أنزله وهو عالم به ويقول المتكلمون قدرة الله عظيمة والمعنى التعظيم لمقدوره وأنه لا يعجزه شيء أراده.
فأما عند التحقيق فهو قادر عالم لنفسه.
وقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في كلام له :
وجد الله تعالى وليس بينه وبين معلومه علم غيره به كان عالما بمعلومه.
وهذا القول عنه عليه السلام (٢) إنه تعالى عالم لنفسه وذاته وإنه لا علم في الحقيقة له تعالى الله الذي (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).
وقد ذهب المجبرة إلى أن الله تعالى موصوف بصفات قديمة معه وأنها ليست غيره ولا بعضها غير بعض.
وهذا خروج عما يعقل ويفهم لأن العقول شاهدة بأن الأشياء التي يقع عليها العدد ويشملها الوجود ويختص كل منها بدليل لا تكون إلا غيارا (٣) بعضها سوى بعض.
وقد قال لهم أهل العدل.
إذا كانت لله تعالى صفات قديمة وليست غيره بقولها إنها أو هي هو فإن العقل يقضي بأنه لا بد لكم في إثباتكم من أحد هذه الثلاثة الأقسام.
قالت المجبرة :
كل واحد من هذه الثلاثة الأقسام قد ثبت الدليل على بطلانه فلا سبيل إلى قوله.
ولكنا نقول ليست الصفات عين الموصوف ولا غيره ولا بعضه.
_________________
(١) ربما سقطت من الناسخ كلمة وقيل : فيصح الكلام هكذا وقيل قال اللّه ...
(٢) في الأصل تكرير أنّه ويحتمل سقوط كلمة (يعني) أو ما يماثلها.
(٣) يعني بها المغايرة.