في غيرها فهي صفة فعل كقولك فاعل وراحم ورازق ومتكلم فإنك تقول إنه سبحانه يفعل الخير ولا يفعل الشر ويرحم المؤمن ولا يرحم الكافر ويرزق زيدا ولا يرزق عمرا وكلم الله موسى ولم يكلم فرعون فيكون فيها صفات أفعال صح فيها التخصيص وهذا واضح.
فرق آخر :
وهو أن كل ما استحال أن يوصف بالقدرة عليه وعلى ضده فهو من صفات ذاته.
ألا ترى أنه يستحيل قولك يقدر أن يحيا ويقدر على الإحياء ويقدر على أن لا يقدر.
ويقدر على أن يعلم ويقدر على أن لا يعلم فهذه صفات ذاته.
فأما إن كان ما يوصف به يصح أن يوصف بالقدرة عليه وعلى ضده فهو من صفات الأفعال.
ألا ترى أنك تقول يقدر أن يفعل ويقدر أن لا يفعل ويقدر أن يرحم ويرزق ويقدر أن لا يرحم ولا يرزق ويقدر أن يتكلم ويقدر أن لا يتكلم فهذه كلها صفات أفعال فافهم ذلك.
بيان صفات المجاز
فأما الذي يوصف الله تعالى به ومرادنا به غير حقيقة الوصف في نفسه فهو كثير فمنه مريد وكاره وغضبان وراض ومحب ومبغض وسميع وبصير وراء ومدرك فهذه صفات لا تدل على وجوب صفة يتصف بها وإنما نحن متبعون للسمع الوارد بها ولم يرد السمع إلا على مجاز اللغة واتساعاتها والمراد بكل صفة منها غير حقيقتها.
القول في المريد
اعلم أن المريد في الحقيقة والمعقولة هو القاصد إلى أحد الضدين اللذين خطرا بباله الموجب له بقصده وإيثاره دون غيره.