قال الحاكم : ولو استدل على وجوبهما بقوله تعالى : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) كان أقرب ؛ لأنه يدخل في ذلك كل ما لزم من الواجبات.
وعن أبي بكر أنه قال : «إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها ، وإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول على هذه الأعواد : «إن الناس إذا رأوا ظالما فلم يأخذوا على يده يوشك أن يعمهم الله بالعقاب».
وعن ابن مسعود أنها قرئت عنده فقال : إن هذا ليس بزمانها ، إنها اليوم مقبولة ، ولكن يوشك أن يأتي زمان تأمرون فلا يقبل منكم ، فحينئذ عليكم أنفسكم.
وعن أبي ثعلبة الخشني : أنه سئل عن ذلك فقال للسائل : سألت عنها خبيرا ، سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «ائتمروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا ما رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك ، ودع أمر العوام ، وإن من ورائكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر ، للعامل منهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله».
قوله تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ