والأكثر أن الأول منسوخ ، وذلك محكي عن ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، وعكرمة ، ومجاهد ، والسدي ، وعطاء ، وأبي علي.
قال أبو علي : وتراخي الآية الثانية بعد الآية الأولى بمدة طويلة وإن كانت إلى جنبها.
قال القاضي : والمعتبر في الناسخ والمنسوخ بالنزول دون التلاوة ، فإنها قد تقدم وتؤخر ، ألا ترى أن عدة الوفاة الناسخ مقدم على المنسوخ في التلاوة ، وإن كانت متأخرة في النزول.
وإذا وجبت المصابرة من الواحد للاثنين ، ففي ذلك التفضيل المتقدم.
وبيان الحال الذي يلزم فيه الثبوت ، والحال التي يجوز فيها الفرار ، عند ذكر الكلام على قوله تعالى : (إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ).
وقوله تعالى : (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) معناه : علم وجود ضعفكم ، بعد أن كان عالما أنه سيوجد ؛ لأنه تعالى عالم لذاته.
قوله تعالى
(ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنفال : ٦٧ ـ ٦٩]
النزول
قيل : نزلت الآية يوم بدر ، وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتى بسبعين