ذلك أنه ينبغي إجلال الصالح ، وتمييزه عن الطالح ، وأن التراب إذا كان حراما لم يجز التيمم به ؛ لأن ليس بطيب ، وقد قال تعالى : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً.)
وأن الحاكم إذا تخاصم إليه الكافر والمؤمن ، ميز المؤمن في المجلس.
وأما المؤمن والفاسق ، فقال الناصر : إنه يسوي بينهما ، فإذا أمضى الخصومة قرب أهل الخير والصلاح.
قال في الانتصار : ظاهر المذهب التسوية بين الرفيع والوضيع.
وقال مالك : إذا كان المدعى عليه من أهل الفضل لم يأمر له الحاكم إن كان ثم خصمه ، وهو مروي عن علي عليهالسلام.
قال الإمام يحيى : والمختار أن الحاكم يسأل المدعي فإن كانت له بينة أحضر الفاضل لسماعها وإلا لم يحضره ، وأمر من يحلفه.
قوله تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ) [المائدة : ١٠١ ـ ١٠٢].
النزول
قيل : كان رجل يطعن في نسبه يقال له : عبد له (١) ، فقال : يا رسول الله من أبي؟ فقال : «أبوك خرافة» (٢) فساءه ذلك ، وسأله آخر في هذا
__________________
(١) في بعض النسخ (عبد له) كما هنا ، والذي في جامع الأصول (حذافة) وهو عبد الله بن حذافة السهمي ، وكذا في البغوي.
(٢) في التهذيب (حذافة) وفي نسخ الثمرات خرافة.