قوله تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
النزول
قيل : نزلت في غزوة تبوك عن الحسن ومجاهد وجماعة من المفسرين.
وقيل : كان صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يغزو غزوة إلا ورّى فيها فلما رجع من الطائف دعا الناس إلى غزوة الروم أيام إدراك النخل والزرع ، وما جبت العقود في الظل ، وذلك في وقت شدة من الحر ، فعظم ذلك عليهم وكرهوا ، وأظهر عليهالسلام الأمر في غزوة تبوك لبعد شقتها وكثرة العدو (١) ليتأهب الناس.
وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) قيل : هو عام ، وقيل : خاص ، وإن كان اللفظ عاما لأن كل المؤمنين لا يتثاقلون ، عن أبي علي.
وقوله تعالى : (ما لَكُمْ) توبيخ وتقريع.
وثمرة الآية لزوم إجابة الرسول إذا دعا إلى الجهاد ، وكذا يأتي مثله في دعاء الأئمة ، ويأتي مثل الجهاد الدعاء إلى سائر الواجبات ، وفي ذلك تأكيد من وجوه :
__________________
(١) في نسخة وكثرة الغزاة.