تطمح وتنازع إلى رضاه عني ، وأن أحشر في زمرة المهديّين المرضيين عنده ، وهذا يدل أن لفظ الدعاء بالترضية له موقع.
قوله تعالى
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) [التوبة : ٧٣]
دلت على وجوب الجهاد ، قيل : بالسيف للكفار ، وجهاد المنافقين بالحجة.
وقيل : جهادهم بإقامة الحدود عليهم ، عن الحسن ، وقتادة.
وقال الضحاك ، وابن جريح : جهاد المنافقين بأن يغلظ عليهم الكلام ، وهذا حيث لا يقابل ذلك مصلحة ، فإن ترتب على الرفق بهم مصلحة من رجاء توبة جازت الملاطفة ، وقد جوزوا التعزية لأهل الذمة ، والوصية لهم فقال تعالى : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ).
وقال الهادي : لا تعتق الرقبة الذمية عن كفارة ، وجوز ذلك أبو حنيفة (١) ....
قوله تعالى
(وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ) [التوبة : ٧٥ ـ ٧٧]
النزول
روي أن ثعلبة بن حاطب قال : يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا
__________________
(١) بياض في الأصل.