قوله تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ).
ثمرات هذه الآية تظهر في أحكام :
الأول : في نجاسة المشركين ، وقد اختلف العلماء في هذا الحكم ، فمذهب القاسم ، والهادي ، والناصر ، ومالك وغيرهم إلى أن الكافر نجس أخذا بظاهر الآية ؛ لأنه الحقيقة ، ويؤيد ذلك حديث أبي بلتعة الخشني فإنه قال للنبي صلّى الله عليه : إنا نأتي أرض أهل الكتاب فنسألهم آنيتهم ، فقال عليهالسلام : «اغسلوها ثم اطبخوا فيها».
وقال زيد بن علي ، والمؤيد بالله ، والمنصور بالله ، وأبو حنيفة ، والشافعي : إن المشرك طاهر ؛ لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم توضأ من مزادة مشركة ، واستعار من صفوان دروعا ولم يغسلها ، وكانت القصاع تختلف من بيوت أزواج النبي عليهالسلام إلى الأسارى ولا تغسل ، وكان أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يطبخون في أواني المشركين ، ولا تغسل.
والآية فيها تأويلان :
الأول : أنه تعالى جعل المشركين نجسا ؛ لأنهم لا يتجنبون النجاسة ، فهي ملابسة لهم ، فجعلوا بمثابة النجس ، لذلك ولأنهم لا يتطهرون ولا يغتسلون.
الثاني : أنه تعالى شبههم بالنجس من حيث أنه يجب تجنبهم ، وإبعادهم عن الحرم كما يقال : فلان كلب وخنزير ، فجعل هذا مقدمة لقوله تعالى : (فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ).
وعن ابن عباس : أعيانهم نجسة كالكلب والخنزير.