قوله تعالى
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) [المائدة : ٨٧ ـ ٨٨]
النزول
قيل : نزلت في الذين اجتمعوا في دار عبد الله بن مظعون (١) ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خوّفهم وذكّرهم يوم القيامة ، منهم : علي ، وأبو بكر ، وابن مسعود ، وأبو ذر ، وسالم ، والمقداد ، وسلمان ، وقالوا : نصوم النهار ولا ننام الليل ، ولا نأكل اللحم ، ولا نقرب النساء ، ولا الطيب ، ونلبس المسوح ، ونترهب ، وأراد بعضهم قطع مذاكيره ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «إني لم أؤمر بذلك ، إن لأنفسكم عليكم حقا ، فصوموا وافطروا ، وقوموا وناموا (٢) ، فإني أقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وآكل اللحم والدسم ، وآتي النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني» فنزلت.
وروي أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يأكل الدجاج والفالوذ (٣) ، وكان يعجبه الحلوى والعسل ، وقال : «إن المؤمن حلو يحب الحلاوة».
وعن ابن مسعود أن رجلا قال له : إني حرمت الفراش ، فتلا هذه الآية فقال : «نم على فراشك ، وكفر عن يمينك».
__________________
(١) في الحاكم (عثمان بن مظعون) وهو الأصح ، كما هو كذلك في الكشاف ، والبغوي : عثمان بن مظعون الجمحي ، وسيأتي قريبا في قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أن صاحب القصة عثمان بن مظعون. (ح / ص).
(٢) في نسخة (وقوموا ونوموا)
(٣) هكذا في النسخ ، وهو الفالوذج.