يتأذّى بالبرد. وفي التفسير : لو لم يقل : (وَسَلاماً) لهلك ببردها. وفي الحديث (١) : «إذا أبردتم إليّ بريدا» أي أرسلتم إليّ رسولا. ويقال : الحمّى بريد الموت. وقال الشاعر (٢) : [من الرجز]
رأيت للموت بريدا مبردا
وفيه (٣) : «لا أحبس البرد» و «لمّا لقيه بريدة (٤) صلىاللهعليهوسلم قال له : من أنت؟ قال : بريدة. قال : برد أمرنا» أي سهل ، وقيل : ثبت.
ب ر ر :
البرّ : خلاف البحر ، ولتصوّر التّوسّع فيه أطلق على التّوسّع في الجنة (٥) فقيل : البرّ وهو ضدّ الجور. قال تعالى : (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)(٦). ومنه برّ الوالدين وهو الإتساع في إكرامهما وطاعتهما. وقوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى)(٧) في الآية تنبيه على أنّ هذه هي أفعال البرّ قولا وعملا واعتقادا.
وقولهم : برّ في يمينه ، أي صدّقها في ما يحلف بها عليه. وقولهم في إجابة المؤذن عند التّثويب : «صدقت وبررت» أي فعلت البرّ. يقال : بررت بالكسر يبرّ بالفتح. وقوله : (وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ)(٨)(وَبَرًّا بِوالِدَتِي)(٩) ممّا تقدّم. وحجّ مبرور أي مقبول كأنك بررته أي أطعته. فمن ثمّ قيل : ويقال : رجل بارّ وبرّ ، فقيل بوصفه على حدة ، وقيل : مقصور من
__________________
(١) النهاية : ١ / ١١٦.
(٢) رجز ذكر في الغريبين : ١ / ١٥٢ ، وفي اللسان ، وفي تهذيب اللغة : ١٤ / ١٠٦.
(٣) أي من الحديث : «إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد» أي لا أحبس الرسل الواردين عليّ (النهاية : ١ / ١١٥).
(٤) هو بريدة الأسلميّ ، قاله (ص) لأبي بكر (النهاية : ١ / ١١٥).
(٥) يعرفه الراغب بقوله : التوسع في فعل الخير. وانظر التحليل بعد صفحة في النص.
(٦) ٢٨ / الطور : ٥٢.
(٧) ١٨٩ / البقرة : ٢.
(٨) ١٤ / مريم : ١٩.
(٩) ٣٢ / مريم : ١٩.