النّقاخ : الماء (١) ، والبرد : النوم (٢). وعليه حمل قوله : (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً)(٣).
وقيل : البرد : الراحة نظرا إلى ما يجده الإنسان من لذاذة البرد في الحرّ. وعيش بارد أي طيب من ذلك. والأبردان : الغداة والعشيّ لكونهما أبرد أوقات النهار. والبرد : ما يتصلّب من ماء المطر لما يصيبه من البرد ، يقال : سحاب أبرد وبرد : ذو برد (٤). وقوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ)(٥). قال ثعلب : فيه قولان أحدهما وينزّل من السماء أمثال الجبال من البرد (٦). وقيل : سمي بردا لأنّه يبرّد وجه الأرض أي يفسدها. وأبردت السحابة : جاءت ببرد. وفي الحديث : (٧) «أصل كلّ داء البردة» ، قال الهرويّ : يعني الطعام والتّخمة والثّقل على المعدة ، سمّيت بردة لأنّها تبرد المعدة فلا تستمرىء الطعام.
وقال الراغب : إنّ التّخمة سمّيت بذلك لأنها عارضة من البردة الطّبيعيّة التي تعجز عن الهضم. والبرود يقال للشيء الذي يبرد به ، فيكون بمعنى فاعل ، ومنه : ماء برود ، وللشيء الذي يبرّد فيكون بمعنى مفعول ، ومنه : ثغر برود ، وكحل برود وبردت الحديد : سحلته تشبيها ببردته أي قتلته. والبرادة : ما يسقط. والمبرد : الآلة التي يبرد بها /.
والبرد في الطريق : هم الذين يلزم كلّ واحد منهم موضعا منه معلوما. ثمّ قيل لكلّ سريع : بريد ، ومنه بريدا (٨) الطائر لجناحيه تشبيها بذلك.
وقوله : (كُونِي بَرْداً وَسَلاماً)(٩) أي ذات برد ضدّ حرارتها ، وذات سلامة لأنه ربّما
__________________
(١) الماء العذب كما في اللسان.
(٢) لعل الشاعر هنا يريد برد الريق.
(٣) ٢٤ / النبأ : ٧٨.
(٤) في الأصل : وبرد ، وهو وهم.
(٥) ٤٣ / النور : ٢٤.
(٦) سقط القول الثاني من الأصل ، ويقول ابن منظور : «والثاني وينزّل من السماء من جبال فيها بردا» ، وانظر الغريبين : ١ / ١٥١.
(٧) النهاية : ١ / ١١٥ ، وهو حديث ابن مسعود.
(٨) في الأصل : بريد ، ورأينا التثنية للسياق.
(٩) ٦٩ / الأنبياء : ٢١.