ب ر م :
قوله تعالى : (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً)(١). إبرام الأمر : إحكامه ، وأصله من أبرمت الحبل أي فتلته فتلا محكما فهو مبروم وبريم ، أبرمته فبرم. قال زهير : [من الطويل]
لعمري (٢) لنعم السيّدان وجدتما |
|
على كلّ حال من سحيل ومبرم |
ومنه قيل لمن لا يدخل معهم في [الميسر](٣) : برم. كما سمّوا البخيل (٤) مغلول اليد.
ورجل مبرم أي ملحّ شديد تشبيها لمن برم الحبل. وكلّ ذي لونين من سواد وبياض : بريم تشبيها بالحبل [ذي الطّاقين](٥) ، بيض وسود. وغنم بريم لذلك.
والبرمة : القدر من ذلك لإحكامها. برمة وبرام (٦). نحو : حفرة وحفار (٧) وجعل على بناء المفعول نحو ضحكة وهزأة (٨) أي يضحك منه. كذلك القدر مبرمة أي محكمة. وفي حديث خزيمة : «أينعت العنمة وسقطت البرمة» (٩). قال الهرويّ : البرمة ثمر الطّلح (١٠) ، والجمع برم. ومنه «ملأ الله سمعه من البرم» (١١).
قال الأزهريّ : البرم الكحل (١٢) المذاب والآنك (١٣). ومنه البيرم. والبيرم في غير
__________________
(١) ٧٩ / الزخرف : ٤٣.
(٢) في شعر زهير (ص ١٥) وشرح القصائد التسع (١ / ٣١٨) : يمينا.
(٣) فراغ في الأصل أضفناه من قاموس المحيط والمفردات. السحيل : الخيط المفرد ، والمبرم : المفتول. ويقول الشنتمري : قوله «من سحيل ومبرم» يقول : على كل حال من شدة الأمر وسهولته.
(٤) في الأصل : المتخبّل ، ولعل الصواب ما ذكرنا.
(٥) فراغ في الأصل ، ولعل السياق يناسب ما ذكرنا.
(٦) ويعني : برمة جمعها برام.
(٧) وفي المفردات (ص ٤٥) : حضرة وحضار.
(٨) يطرد في كلام العرب قولهم : ضحكة و ـ بسكون العين ، غير أن شارح المفردات فتحها فوهم.
(٩) النهاية : ١ / ١٢١.
(١٠) وفي النهاية : زهر الطلح.
(١١) ورواية ابن الأثير : «.. صبّ في أذنيه البرم» (النهاية : ١ / ١٢١).
(١٢) فراغ قدر كلمة في الأصل ، أضفناه من اللسان والقاموس (مادة ـ برم) ومن النهاية.
(١٣) لم نجد هذه اللفظة في شرح البرم بالمظانّ ، وهي فارسية معناها الرصاص.