وقوله : (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ)(١) أي وسّعه عليهم ونشره فيهم. وقوله : (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)(٢) أي إنبساطا وتوسّعا في العلم وطولا وتماما في الجسم. وقيل : بسطة في العلم إن انتفع بالعلم ونفع به غيره. ولا شكّ في زيادة ذلك.
وبسط اليد وقبضها كناية عن الجود والبخل. ومنه : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ)(٣) وقوله : (وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ)(٤) تعبير عن التّبذير والإسراف المنهيّ عنهما. وقوله : (كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ)(٥) مثل في الدّعاء غير المتقبّل ، وفي المثل : «كالقابض على الماء» (٦).
وقد يراد ببسط اليد الصّولة والضّرب والأذى ، ومنه : (وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ)(٧)(وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ)(٨).
والبسط : (٩) الناقة التي تترك مع ولدها كأنها مبسوطة عليه ، كالنّقض والنّكث بمعنى المنقوض والمنكوث ، وقد أبسط ناقته (١٠). وفي حديث وفد كلب «أنه كتب لهم كتابا فيه : [عليهم في](١١) الهمولة الراعية البساط الظّؤار (١٢)». يروى البساط بكسر الباء وضمّها ، فبالكسر جمع بسط للناقة المذكورة نحو قدح وقداح. وبالضمّ جمعها أيضا نحو ظئر وظؤار (١٣). ويقال : ناقة بسوط.
__________________
(١) ٢٧ / الشورى : ٤٢.
(٢) ٢٤٧ / البقرة : ٢٣.
(٣) ٦٤ / المائدة : ٥.
(٤) ٢٩ / الإسراء : ١٧.
(٥) ١٤ / الرعد : ١٣.
(٦) المستقصي : ٢ / ٢٠٨ : يضرب لمن ليس بيده شيء مما أخذ.
(٧) ٩٣ / الأنعام : ٦.
(٨) ٢ / الممتحنة : ٦٠.
(٩) في اللسان بضم الباء وكسرها ، وفي المفردات بفتحها.
(١٠) أي تركها مع ولدها.
(١١) الإضافة من اللسان والنهاية : ١ / ١٢٧.
(١٢) في الأصل : الطوال ، والتصويب من اللسان والنهاية. والهمولة : الإبل الراعية.
(١٣) وذكر ابن منظور أنها ثلاثية ، وبالفتح : الأرض الواسعة.