القرآن». وهو مخطوط من ٢٥٤ ورقة ، أو هذا ما تبقّى منه ، محفوظ بدار الكتب المصرية ، ولهذا ذكر الزركلي أنه «الجزء الأول منه».
١٠ ـ المعرّب : ذكره بروكلمان.
عمدة الحفاظ ؛ مضمونه ومنهجه :
المشهور أن الاسم الكامل للكتاب هو «عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ» وهو الغالب. وكذلك جاء في مقدمة «الدر المصون» ، وأعلام النبلاء ، والزركلي ، والنسخة (م) ، والنسخة (س). إلا أن مدوّن غلاف النسخة (ح) ـ وليس الناسخ الأصلي ، ويبدو أنه قيّم المكتبة الأحمدية ـ استبدل كلمة «شرح» بكلمة «تفسير».
ألفه السمين في غريب القرآن ، ورتّبه بحسب تسلسل الأحرف الألفبائية للحرف الأول فالثاني فالثالث. وكان دقيقا في عرضه. وإن حصل تقديم أو تأخير في لفظة ما ـ وهذا قليل جدا ـ أعدنا ترتيبه حتى لا يضيع على الباحث ما يريد. ونحسب أنّ مثل هذا كان بسبب نسيان الناسخ نسخ مادة ما ، فيعود إلى تسجيلها ثانية ، إذ نستبعد أن يخطئ المؤلف العالم في مثل هذا.
وكان المؤلف يشبع دراسة اللفظة إشباعا كاملا ، ويفصّل في معانيها ، ويورد اختلافاتها بحسب ورودها في آي القرآن الكريم. ونراه لا يكتفي بذلك ، بل يعمد إلى الحديث النبويّ ، أو بعض أقوال الصحابة. ولهذا نرى أنّ العمدة في غريب القرآن وغريب الحديث. ويدلّ الكتاب على ثقافة المؤلف الواسعة لغة وأدبا ، ولهذا كان يكثر من الشواهد الشعرية والنثرية دعما لما يقدم على شرحه. لكنه ما كان يذكر اسم الشاعر إلا لماما ، بل كان يسجله ـ أو ناسخه ـ خطأ أحيانا.
ولما كان السمين ضليعا في النحو والصرف ـ وانظر الدر المصون ـ فقد رأيناه يتوسّع في كثير من القضايا الصرفية والنحوية ، ويعرض آراء النحاة وعلماء القراءات ، ويعلق عليها ، ويبين نظره فيها ، وهذا مما يزيد الكتاب أهمية. إلا أنه ، مع الأسف ، يكثر من الإحالات إلى كتبه ـ وكلّها مخطوط ـ ؛ فكثيرا ما يقول : «وفيه كلام طويل حررته في غير هذا الكتاب» ، أو