والمثابرة على الشيء : المواظبة عليه. يقال : ثابرت على هذا الأمر ، كأنه منعه أن يصرف إلى غيره.
وقوله : (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً)(١) أي هالكا ، وقيل : ناقص العقل لمقابلة قوله له : (مَسْحُوراً)(٢). ونقصان العقل أشدّ هلاكا. وقيل : ملعونا مطرودا.
والثّبور : اللعن والطّرد. وثبر الرجل : ذهب عقله من ذلك ، (لأنّ من يفقد) (٣) عقله يهلك.
وثبرت القرحة : انفتحت. وفي حديث أبي بردة حين قال له معاوية : «انظر إلى قرحتي فنظرت فإذا هي ثبرت» (٤). والثّبرة : النّقرة في الشيء ، وهي أيضا ما ينتفع فيه الماء من التّلاع.
والمثبر : مسقط الولد ، وأكثر ما (٥) يكون في الإبل ، وفي حديث أمّ (٦) حكيم بن حزام : «أنها ولدته في الكعبة فحمل في نطع وأخذ ما تحت مثبرها فغسل عند حوض زمزم». وثبير : جبل بقرب عرفة كأنه يهلك من يتوقّله. قال امرؤ القيس (٧) : [من الطويل]
كأنّ ثبيرا (٨) في أفانين ودقه |
|
كبير أناس في بجاد مزمّل / |
وكانوا يقولون : أشرق ثبير حتى نغير (٩) ، ثم يفيضون.
__________________
(١) ١٠٢ / الإسراء : ١٧.
(٢) من الآية قبلها : (إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً).
(٣) وفي ح : لأنه بفقد.
(٤) النهاية : ١ / ٢٠٦. والحديث في الغريبين : ١ / ٢٧٣ مع اختلاف
(٥) وفي س : وأكثرها.
(٦) وفي النهاية (١ / ٢٠٧) : حديث حكيم بن حزام.
(٧) ديوان امرىء القيس : ٤٠.
(٨) وفي الديوان : أبانا.
(٩) اللسان ـ مادة ثبر ، وفيه : كيما نغير.