في الأصل. وقوله : (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَ) فهو في موضع المفعول. قلت (١) : قوله : إشارة إلى المبتعد ليس كما قال ؛ إذ نصّوا على أنه لا يشار به إلا للمكان. وهو (٢) قد جعل للمبتعد عن المكان. وقوله : إنه مفعول ليس كذلك ، لما قدّمناه من أنه لا ينصرف. فأمّا إعراب الآية ففي الكتب المشار إليها غير ما مرة.
ثمّ : حرف عطف يقتضي التّراخي. وزعم قوم أنها لا ترتّب مستدلّين بقوله : (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا)(٣). ومعلوم أنّ خلقنا وتصويرنا بعد قوله للملائكة : اسجدوا. والجواب أنّه على حذف مضاف ؛ أي خلقنا أباكم آدم. والتّراخي قد يكون في الزمان ، وهو الأصل. وقد يكون في الترتيب كقوله تعالى : (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)(٤) حسبما هو مبيّن في غير هذا.
والثّمام : شجر يرعى. قال (٥) :
عليّ اطرفا باليات الجسام |
|
إلا الغضا وإلا الثمام |
الواحدة ثمامة ، وبها سمي (٦) الرجل. وثمّت الشاة رعت الثّمام ، نحو شجّرت : رعت [الشجر](٧). والثّمّ بالفتح إصلاح البئر ، ثممته أثمّه ثمّا. وفي الحديث : «كنا أهل ثمّه ورمّه» (٨) ، قال أبو عبيد : المحدّثون يروونه بالضمّ ، والصواب عندي الفتح. والثّمّ : إصلاح الشيء وإحكامه (٩)
__________________
(١) ساقطة من س.
(٢) ساقطة من س
(٣) ١١ / الأعراف : ٧.
(٤) ١ / الأنعام : ٦.
(٥) كذا في الأصل.
(٦) في الأصل : ثم ، وهو وهم.
(٧) إضافة المحقق للضرورة.
(٨) الحديث لعروة حين ذكر أحيحة بن الجلاح (النهاية : ١ / ٢٢٣).
(٩) والرمّ للمعنى ذاته.