ج ز ي :
قوله تعالى : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(١) أي لا تغني ولا تقضي ولا تنوب ، كلّه بمعنى. وفي الحديث : «يجزيك ولا يجزي أحدا» (٢) «ويجزيك من هذا الأمر الأقلّ أن تقضي وتنوب».
ومعنى قولهم : جزاك الله خيرا أي قضاه ما أسلف. قال الهرويّ : فإذا كان (٣) بمعنى الكفاية قلت : جزأ الله عني ، مهموزا وأجزاه. قال الراغب : الجزاء : ما فيه الكفاية من المقابلة إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ. (٤)
يقال : جزيته كذا وبكذا. قال تعالى : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا)(٥). وقال : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)(٦).
والجزية : ما يعطيه (٧) أهل الذمّة ، سميت بذلك لأنّها تجزي في حقن دمائهم. قال : ويقال : جزيته بكذا أو جازيته ، ولم يجيء في القرآن إلا جزى دون جازى ، وذلك أنّ المجازاة هي المكافأة ، والمكافأة مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها. ونعمة الله تتعالى عن ذلك ، ولهذا لا (٨) يستعمل لفظ المكافأة في الله تعالى. قلت : كأنّه سهي عن قوله تعالى : (وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ)(٩) لم يقرأ إلا بلفظ المفاعلة وإن اختلفوا في بنائه للفاعل أو للمفعول كما بينّاه في غير هذا. /
__________________
(١) ٤٨ / البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٢) الحديث ساقط من س. ومذكور في صحيح البخاري ، كتاب العيدين : ٥ ، ٨ ، ١٠.
(٣) في الأصل : الكفاية.
(٤) يقصد : الجزاء.
(٥) ١٧ / سبأ : ٣٤.
(٦) ١٢ / الإنسان : ٧٦.
(٧) وفي س : يعطونه. وضمير الفعل «قال» بعد سطر للراغب.
(٨) في الأصل : ذلك لما ، والتصويب من المفردات.
(٩) ١٧ / سبأ : ٣٤.