هو بصدده ، ويقطعه عنه. وأصله (١) القطع. يقال : جزّعت الحبل قطعته لنصفه فما تجزّع (٢) ، وتصوّر منه قطع الوادي ، فقيل : جزعنا الوادي : قطعناه عرضا. وقيل : بل هو قطعه مطلقا.
وفي الحديث : «وقف على محسّر فقرع راحلته فخبّت به حتى جزعه» (٣). فالجزع بالفتح المصدر ، والجزع بالكسر : منقطع الوادي. ولانقطاع (٤) اللون بتغيّره قيل للخرز المتلوّن : جزع. ومنه استعير : لحم مجزّع أي ذو لونين. وقيل : مبضّع.
وفي الحديث : «فتفرّق الناس إلى غنيمة فتجزّعوها» (٥) أي اقتسموها قطعا. والبسر المجزّع : ما بلغ الإرطاب نصفه. والجازعة : الخشبة المجعولة وسط البيت ، جعل عليها رؤوس خشبه ، تصوّروا أنه قطع لثقل ما يحمله ، أو أنّه قطع وسط البيت.
يقال : جزعته أي جزمت جزما : قطعني عن شغلي. وقيل : هو الفزع ، ومنه قوله : (أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا)(٦). قال : [من الطويل]
جزعت ولم أجزع من البين مجزعا |
|
وعزّيت قلبا بالكواعب مولعا |
وقال كعب بن زهير يمدح المهاجرين رضي الله عنهم أجمعين (٧) : [من البسيط]
ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم |
|
قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا |
مفاريح ومجازيع جمع مفراح ومجزاع : وهو الكثير الفرح والجزع مبالغة : جعل نفس ما يفرح له ويجزع ، نحو مقراض ومنقاش لما يقرض به وينقش.
__________________
(١) يعني أصل الجزع.
(٢) لعل الصواب أن يقول : فانجزع.
(٣) النهاية : ١ / ٢٦٩. ويقول ابن الأثير : أي قطعه ، ولا يكون إلا عرضا.
(٤) وفي ح : والانقطاع.
(٥) نسخ الحديث في الأصل مضطرب ، فصوبناه من النهاية : ١ / ٢٦٩.
(٦) ٢١ / إبراهيم : ١٤.
(٧) العجز من الديوان : ٢٥ ، والصدر لم نعثر عليه.