بأشرف لغة ؛ لغة العرب المحتوية على كلّ فنّ من العجب.
وقد وضع أهل العلم ، رحمهمالله تعالى ، في ذلك تصانيف حسنة ، وتآليف مجرّدة متقنة ، ك «غريب» الإمام الحبر الربّانيّ أبي عبيد أحمد بن الهرويّ ، وك «غريب» محمد بن بكر بن عزيز السّجستانيّ (١) ، وك «مفردات الألفاظ» لأبي القاسم ، الراغب الإصبهانيّ. غير أنّهم لم يتمّوا المقصود من ذلك لاختصار عباراتهم (٢) ، وإيجاز إشاراتهم. على أن الراغب ، رحمهالله قد وسّع مجاله ، وبسط مقاله بالنسبة إلى من تقدّمه ، وحدا بهذا الحد ورسمه. غير أنّه ، رحمهالله تعالى ، قد أغفل في كتابه ألفاظا كثيرة ، لم يتكلّم عليها ، ولا أشار في تصنيفه إليها ، مع شدّة الحاجة إلى معرفتها ، وشرح معناها ولغتها ، مع ذكره لبعض موادّ لم ترد في القرآن الكريم ، أو وردت في قراءة شاذّة (٣) جدا ، كمادّة (ب ظ ر) في قوله [تعالى](٤) : (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ)(٥) ، وهذه لا ينبغي أن يقرأ بها البتّة. فمّما تركه ، مع الاحتياج الكليّ إليه ، مادة (ز ب ن) وهي في قوله تعالى : (سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ)(٦). ومادة (غ وط) وهي في قوله تعالى : (مِنَ الْغائِطِ)(٧). ومادة (ق ر ش) وهي في قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ)(٨). ومادة (ك ل ح) وهي في قوله تعالى : (كالِحُونَ)(٩). ومادة (ه ل ع) وهي في (١٠) قوله تعالى (١١) : (هَلُوعاً)(١٢). ومادة (ل ج أ)
__________________
(١) هو محمد بن عزيز السجستاني ، أبو بكر. اشتهر بكتاب «غريب القرآن» الذي رتبه على حروف المعجم ، وكان مفسرا. توفي سنة ٣٣٠ ه.
(٢) وردت الكلمة في س مفردة ، وكذلك التي بعدها «إشارتهم».
(٣) وفي س : شاذية.
(٤) الكلمة ساقطة من ح.
(٥) في س : بطون ، والمعنى لا يستقيم به.
(٦) ١٨ / العلق : ٩٦.
(٧) ٦ / المائدة : ٥ ، وغيرها.
(٨) ١ / قريش : ١٠٦.
(٩) ١٠٤ / المؤمنون : ٢٣.
(١٠) الكلمة ساقطة من س.
(١١) الكلمة ساقطة من ح.
(١٢) ١٩ / المعارج : ٧٠.