(أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى)(١). والجواد مخفف ، والتشديد غير محفوظ. فإن قصدت المبالغة فلا مانع منها ، فيؤتى به مشدّدا.
وفي الحديث : «للمضمّر المجيد» (٢) أي صاحب الجواد ، نحو مقو (٣) ومضعف (٤) لمن كانت دابّته قويّة أو ضعيفة ، والأصل المجود فأعلّ بنقل كسرة العين إلى الفاء ، وقلب العين ياء. وفي الحديث : «تركتهم وقد جيدوا» (٥) أي مطروا مطرا جودا (٦) ، والأصل جوادا فأعلّ : كما نقل قيلوا.
ج ور :
الجار في الأصل معرب ، وهو من الأسماء المتضايفة ؛ فإنّه (٧) لا يكون جارا لغيره إلا وغيره جار له كالأخ والصديق. ولما استعظم من حقّ الجار عقلا وشرعا عدّ كلّ من يعظم حقّه أو يعظّم حقّ غيره بالجار ، كقوله تعالى : (وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى)(٨)(وَالْجارِ الْجُنُبِ)(٩). وتصوّر منه (١٠) معنى القرب ، فقيل لمن يقرب من غيره : جاره وجاوره [وتجاور](١١) نحو جازه وتجاوزه. وتجاوروا بمعنى اجتوروا (١٢). قال تعالى : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ)(١٣) على التّشبيه بالجيران. من جاورك فقد جاورته ، وإنّهما
__________________
(١) ٥٠ / طه : ٢٠.
(٢) تمام الحديث : «باعده الله من النار سبعين خريفا للمضمّر المجيد» (النهاية : ١ / ٣١٢).
(٣) وفي ح : مستو ، وفي س : مستور ، ولعلها كما ذكرنا.
(٤) الكلمة ساقطة من ح.
(٥) يريد أهل مكة (النهاية : ١ / ٣١٢).
(٦) في الأصل : جوادا ، ولعلها كما ذكرنا. والثانية في س : جودا.
(٧) يعني : فإن الجار.
(٨) ٣٦ / النساء : ٤.
(٩) من الآية السابقة.
(١٠) يعني من الجار.
(١١) إضافة من المفردات.
(١٢) وفي س : اجتروا.
(١٣) ٤ / الرعد : ١٣.