أي شنعاء صعبة.
وقال الراغب (١) : يجوز أن يكون الحدب في الأصل حدب الظهر. يقال : حدب الرجل يحدب حدبا فهو أحدب. وناقة حدباء تشبيها بذلك ، ثم شبّه به ما ارتفع من الأرض.
ح د ث :
الحدوث : كون الشيء بعد أن لم يكن ، وإحداثه : إيجاده. وسواء كان المحدث جوهرا أو عرضا ، واختصّ الباري تعالى بإحداث الجواهر. ويقال لكلّ ما قرب عهده : محدث فعلا كان أو قولا. ومن ثمّ قيل : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ)(٢) ؛ إنزاله وإيجاده وإلا فكلامه تعالى قديم. ومنه يسمى القرآن حديثا ؛ قال تعالى : (أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ)(٣)(أَ فَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ)(٤)(اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً)(٥).
وقوله : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً)(٦) رضي الله عنهن كما أوضحناه. وقوله : (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً)(٧) أي أجدّد ، أي : لا تكن أنت البادىء بالسؤال عمّا تراه ، بل اصبر حتّى أكون أنا المبتدىء بذلك. وبيان قوله : (وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ)(٨) هو علم الرّؤيا سمّاها أحاديث لأنّ أهلها يحدّثون بها من يعبّرها لهم. وقيل لما حدّث به الإنسان في نومه.
وقوله : (فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ)(٩) أي أخبارا وسمرا يتحدّثون بحديثهم ويتعجّبون من أخبارهم.
__________________
(١) أسقط المؤلف بعض كلام الراغب مما لا يخلّ ، ص ١١٠
(٢) ٢ / الأنبياء : ٢١.
(٣) ٥٩ / النجم : ٥٣.
(٤) ٨١ / الواقعة : ٥٦.
(٥) ٢٣ / الزمر : ٣٩.
(٦) ٣ / التحريم : ٦٦.
(٧) ٧٠ / الكهف : ١٨.
(٨) ١٠١ / يوسف : ١٢.
(٩) ١٩ / سبأ : ٣٤.