المتكلم](١) ، إلا في هاتين اللفظتين في النداء خاصة. فلو قلت : جاءني أبت وأمّت لم يجز. فذكري لهذه اللفظة من باب التجوّز ؛ وإلا فالتاء ليست من أصولها في شيء ، ولكن لم أجد موضعا أنسب لذكرها من هذا.
ويجوز فيها الحركات الثلاث. وقد قرىء بالكسر والفتح في السبع (٢). وإثبات الألف معها شاذّ أو ضرورة ، نحو قوله : [من الرجز]
يا أبتا علّك أو عساكا (٣)
ومع الياء ممتنع في المشهور ، خلافا للهرويّ. وهي تاء تأنيث ، ولذلك تبدل في الوقف هاء على اختلاف بين القراء في ذلك ، كما أوضحناه في «العقد النّضيد». والفرّاء : «الهاء فيها رخصة ، فكثرت في الكلام حتى صارت كهاء التأنيث ، وأدخلوا عليها الإضافة».
أ ب د :
الأبد : الزمن الطويل الممتد غير المنجزىء ، فهو أخصّ من الزمان. قالوا : ولذلك يقال : زمان كذا ، ولا يقال : أبد كذا (٤). ويقال : أبد أبد وأبيد على المبالغة أي (٥) دائم ؛ قال تعالى : (خالِدِينَ فِيها أَبَداً)(٦) / أي زمانا لا انقضاء لآخره. قال النابغة الذبيانيّ : [من البسيط]
__________________
(١) إضافة من س.
(٢) من شواهد المغني ، رقمه : ٢٤٨ ، وصدره :
تقول بنتي : قد أتى أناكا
والبيت لرؤبة من ديوانه : ١٨١. والحق أن في «يا أبتا» تصحيفا ، وصوابه «تأنيا» انظر فرحة الأديب : ١١٩.
(٣) قرأ ابن عامر وحده «يا أبت» بفتح التاء في جميع القرآن ، وكسر التاء الباقون «السبعة : ٣٤٤».
(٤) وفي س : أبدا.
(٥) كذا في س ، وفي ح : في.
(٦) ٥٧ / النساء : ٤ ، وغيرها. جاء في الهامش : «الأبد : استمرار الوجود في أزمنة متعددة غير متناسبة في جانب المستقبل. كما أن الأزل استمرار الوجود في أزمنة متعددة غير متناسبة في جانب الماضي. ت» وهو من الناسخ عن تعريفات الجرجاني.