والتّحصيل إخراج اللبّ من القشور وجمعه ، كإخراج الذهب من حجر المعدن ، والبرّ من التّبن. فقوله : (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) أي أظهر ما فيها وجمع كإظهار اللبّ من القشر وجمعه أو كإظهار الحاصل من الحساب ، وقال الفراء : معناه بيّن وميّز ، ويقال للّذي يفحص تراب المعدن عن الفضة والذهب : محصّل ، وأنشد : [من الوافر]
ألا رجلا (١) جزاه الله خيرا |
|
يدلّ على محصّلة تبيت (٢) |
قيل : أراد به الفجور ، وقيل غير ذلك.
وحوصلة الطائر : ما يحصل فيه الغذاء ، ويجمع ؛ فواوه مزيدة كواو كوثر. وقيل : للحبالة : الحصل. وحصل إذا اشتكى بطنه عن أكلة.
ح ص ن :
قوله تعالى : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ)(٣) أي : وحرّمت عليكم المحصنات (٤) ذوات الأزواج إلا ما ملكت أيمانكم بالسّبي ، فإنّهنّ يحللن لكم. ومنه قول الفرزدق : [من الطويل]
وذات حليل أنكحتها (٥) رماحنا |
|
حلالا لمن يبني بها لم تطلّق |
وأصل الإحصان المنع ، ومنه الحصن لأنه يمتنع به ، ويحصن أي امتنع في حصن أو ما يقاربه ، فالمحصنات ممتنعات بأزواجهنّ. وقرىء «المحصنات» باسم الفاعل واسم المفعول ، إلا التي في رأس الحزب (٦) ، فإنّ السبعة أجمعوا على اسم المفعول فيها لأنّ
__________________
(١) البيت من شواهد ابن منظور (مادة حصل) وفيه : ألا رجل ، وهو من شواهد سيبويه (الكتاب : ٢ / ٣٠٨) وصاحب البيت عمرو بن قعاس المرادي ، كما ذكره ابن يعيش : ٧ / ٥ ، وغيرهم.
(٢) يروى بفتح تاء المضارع من بات ، وهي هنا من أبات أي : تجعل لي بيتا ، أي امرأة بنكاح.
(٣) ٢٤ / النساء : ٤.
(٤) وفي الأصل : وهي.
(٥) كذا في الديوان (ص ٥٧٦) ، وفي الأصل : أنكحتنا.
(٦) يعني آية النساء السابقة. وقد أجمع القراء على نصب الصاد ، فلم يختلفوا في فتح هذه ، لأن تأويلها ذوات الأزواج يسبين فيحلهنّ السباء لمن وطئها من المالكين لها (اللسان ـ حصن). وروى علقمة (بن ـ