(اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً)(١).
و (الْحَمْدُ لِلَّهِ)(٢) وهو الحمد أي رأس الشكر ، كما أن كلمة الإخلاص وهي (٣) : «لا إله إلّا الله» رأس الإيمان. وقيل : الحمد : الثناء بالفضل ، وهو أخصّ من المدح وأعمّ من الشكر ، يقال فيما يكون من الإنسان باختياره ، وممّا يكون منه وفيه بالتسخير ؛ فقد مدح (٤) بطول القامة ، كما مدح ببذل المال. والحمد يكون في الثاني دون الأول ، والشكر لا يقال إلا في مقابلة نعمة ؛ فكلّ شكر حمد ، وليس كلّ حمد شكرا. وكلّ حمد مدح ، وليس كلّ مدح حمدا.
قوله : (إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)(٥) يجوز أن يكون بمعنى فاعل ، وأن يكون بمعنى مفعول ، كما أنه يكون شاكرا ومشكورا ، وذلك باعتبار رضاه عن خلقه. ومحمد اسم لنبيّنا صلىاللهعليهوسلم لكثرة خصاله المحمودة ، قال (٦) : [من الطويل]
إلى [الماجد] القرم الجواد المحمّد
وأحمد : أفعل تفضيل ، وهو اسم له أيضا ، وقد سمي غيره بمحمد ، ولكنّهم أشخاص قليلة. لمّا سمع بعض الجاهلية في أسفارهم إلى بلاد الروم أنّه خرج نبيّ اسمه محمّد سمّى جماعة منهم بنيهم بذلك (٧). وأما أحمد فلم ينقل أنه تسمّى به أحد غيره. ولذلك قال عيسى عليهالسلام : «اسمه أحمد» (٨) فبشّر بالاسم الخاصّ. وقيل : إنّما خصّ لفظ أحمد دون محمّد تنبيها أنه كما وجد أحمد يوجد وهو محمود في أقواله وأفعاله ، وقيل :
__________________
(١) ١٣ / سبأ : ٣٤.
(٢) ١ / الفاتحة : ١.
(٣) وفي الأصل : وهو.
(٤) الإنسان : نائب الفاعل.
(٥) ٧٣ / هود : ١١.
(٦) عجز للأعشى في مدح النعمان بن المنذر ، والإضافة من الديوان. وفيه : الماجد الفرع. وهو من شواهد اللسان ـ مادة حمد. وصدره (الديوان : ١٨٩) :
إليك أبيت اللعن كان كلالها
والمحمّد : الذي كثرت خصاله المحمودة.
(٧) انظر أسماءهم في المحبّر : ١٣٠ ، واللسان ـ مادة حمد ، وعددهم سبعة. ولعله يريد : أنه سيخرج.
(٨) ٦ / الصف : ٦١.