والحوذان : نبت طيب الريح ؛ قال النابغة الذّبياني (١) : [من الطويل]
وتنبت حوذانا ، وعوفا منوّرا |
|
سأتبعه من خير ما قال قائل |
ح ور :
قوله تعالى : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ)(٢) أي يرجع ويبعث. يقال : حار يحور حورا : أي رجع. وفي الحديث : «نعوذ بك من الحور بعد الكور» (٣) أي نعوذ بالله من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنّا فيها. والكور : الجماعة ، من : كار عمامته إذا جمعها ولفّها ، وحارها إذا نقضها. وقيل : معناه : نعوذ بك من النّقص بعد الزيادة. وقيل : من نقض أمورنا بعد صلاحها ، كانتقاض العمامة بعد استقامتها. وروي «بعد الكون» بالنون ، من قولهم : حار بعد ما كان.
وقيل : الحور أصله التردّد إمّا بالذات وإمّا بالفكر ، ومنه : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) أي لن يردّ ولن يبعث ، إشارة إلى قوله : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا)(٤). وحار الماء في الغدير : تردّد. وحار في أمره (٥). ومنه المحور (٦) للعود الذي تجري عليه البكرة لتردّده ، وبهذا النّظر قيل : سير السّواني أبدا لا ينقطع.
ومحارة الأذن لظاهرها المنقعر (٧) تشبيها بمحارة الماء لتردّد الهواء بالصوت فيه كتردّد (٨) الماء في المحارة. والقوم في حوار : في تردّد. «ونعوذ بالله من الحور بعد الكور» أي من التّردّد في الأمر بعد المضيّ فيه ، أو من نقصان وتردّد في الحال بعد الزيادة فيها. وقيل : حار
__________________
(١) لم نجده في ديوانه ، وهو مذكور في الأغاني بترجمته : ١١ / ١.
(٢) ١٤ / الانشقاق : ٨٤.
(٣) النهاية : ١ / ٤٥٨ ، وفيه : أي من النقصان بعد الزيادة.
(٤) ٧ / التغابن : ٦٤.
(٥) أي تحيّر.
(٦) وفي الأصل : الحور.
(٧) وفي الأصل : المنتقر ، ولعل السياق يقتضي ما ذكرنا.
(٨) وفي الأصل : كترداد.