وأصله أنّ حول الشيء جانبه الذي يمكنه أن يحوّل إليه.
والحيلة والحويلة : ما يتوصّل به إلى حالة ما في خفية ، وأكثر استعماله فيما [في](١) تعاطيه خبث ، وقد يستعمل فيما فيه حكمة ، قال الراغب (٢) : ولهذا قيل في وصفه تعالى : (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ)(٣) أي الوصول في خفية من الناس إلى ما فيه حكمة. وعلى هذا النحو وصف بالمكر والكيد (٤) ، لا على الوجه المذموم ، تعالى الله عن القبيح.
قلت : ليس المحال من هذه المادة في شيء ، إنما هو من مادة م ح ل ، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى.
والمحال : ما جمع فيه بين المتناقضين ، وذلك يوجد في المقال ، نحو أن يقال : جسم واحد في حيّزين في حالة واحدة محال ، وهو في الأصل اسم مفعول من أحلت الشيء أحيله : أي غيرته. واستحال يستحيل فهو مستحيل : أي صار محالا.
والحولاء (٥) : لما يخرج مع (٦) الولد. «ولا أفعل ذلك ما أرزمت أمّ حائل» (٧) وهي الأنثى من ولد الناقة إذا تحوّلت عن حالة الاشتباه فبان أنّها أنثى ، ويقال للذكر / بإزائها سقب. والحال : لغة الصّفة التي عليها الموصوف ، فهي أخصّ من الصّفة وفي عبارة المتكلّمين : «الحال : كيفية سريعة الزّوال نحو الحرارة والرطوبة ، والبرودة واليبوسة المتعارضات» (٨). ويقال : حال وحالة ، وتذكّر وتؤنث مع التاء وعدمها. وفي عرف
__________________
(١) إضافة المحقق لضرورة السياق.
(٢) المفردات : ١٣٨.
(٣) ١٣ / الرعد : ١٣.
(٤) رأيه سديد.
(٥) والحولاء.
(٦) في الأصل : من ، والتصويب من المفردات : ١٣٨ ، واللسان ـ مادة حول. ويقول ابن منظور : «والحولاء من الناقة كالمشيمة للمرأة وهي جلدة ماؤها أخضر تخرج مع الولد».
(٧) مثل ذكره الزمخشري (المستقصى : ٢ / ٢٤٥) : الحائل الأنثى من أولاد الإبل وإنما خصت لأن حنين الناقة إليها أشد منه إلى السّقب.
(٨) لعله يريد : العارضات.