يستهزئون به ممّا جاءتهم به رسلهم. (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)(١) والأصل : يحقق ، فأبدل أحد المضعّفين حرف علّة. قاله الراغب (٢) وجعله نظير (فَأَزَلَّهُمَا)(٣) وأزالهما (٤) ، وهذا ليس بجيد لما سيأتي في (فَأَزَلَّهُمَا) /. وقال ابن عرفة : حاق به الأمر أي لزمه ووجب عليه. وقال الأزهريّ : الحيق في اللغة : ما يشتمل على الإنسان من مكروه فعله.
ح ي ن :
قوله تعالى : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ)(٥) الحين في أصل اللغة لمطلق الزّمان قليلا كان أو كثيرا ، والمراد به هنا على مدلوله الأصليّ. قال : هو كالوقت يصلح لجميع الزمان طالت أم قصرت ، والمعنى أنه ينتفع بها كلّ وقت لا ينقطع نفعها البتّة. وقيل : الحين : يوم القيامة. وقيل : انقضاء الأجل. وقوله تعالى : (وَمَتاعاً إِلى حِينٍ)(٦) قيل : إلى يوم القيامة ، وقيل : إلى انقضاء آجالهم.
وقوله : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)(٧) أي نبأ محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وقيل : نبأ القرآن ، وقيل : نبأ ما وعدتم به.
والحين : إمّا يوم القيامة ، وإمّا مطلق الزمان. وقوله : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)(٨) قيل : معناه ساعة ، وقيل : أربعون سنة ؛ والحاصل أنّ كلّ من فسّر الحين بما ذكرته فإنّما هو بحسب خاصّة المكان لا أنّه موضوع له بخصوصه.
وأحين بمكان كذا : أقام حينا. وحانيته : أي عاملته حينا حينا. وحان حينه : قرب
__________________
(١) ٤٣ / فاطر : ٣٥.
(٢) لم يذكر الراغب ذلك ، ولكنه ذكر الآية التالية.
(٣) ٣٦ / البقرة : ٢.
(٤) هي قراءة الإمالة لحمزة (مختصر في شواذ القرآن : ٤).
(٥) ٢٥ / إبراهيم : ١٤.
(٦) ٨٠ / النحل : ١٦.
(٧) ٨٨ / ص : ٣٨.
(٨) ١ / الإنسان : ٧٦.