بقوة الخشب. وتخشّبت الإبل : أكلت الخشب. وقال عمر : «واخشوشبوا» (١) و «اخشوشنوا» بالنون أيضا ، كلّه بمعنى الخشوبة مطعما وملبسا.
خ ش ع :
قوله تعالى : (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ)(٢) أي تائبون متذلّلون. والخشوع : الخضوع والتذلّل. قال الليث : الخشوع قريب المعنى من الخضوع ، إلا أن الخضوع في البدن والخشوع في القلب والبصر والصوت. قلت : ويشهد لذلك قوله : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)(٣) ، (أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ)(٤) ، (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ)(٥) أي انخفضت. (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ)(٦) أي ذلّت من الخوف ، كقوله : (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ)(٧).
وقال الراغب (٨) : الخشوع : الضراعة ، وأكثر ما يستعمل [الخشوع] فيما يوجد من الجوارح. والضّراعة أكثر ما تستعمل في القلب. ولذلك قيل فيما روي : «إذا ضرع القلب خشعت الجوارح». قلت : «وقد رأى عليه الصلاة والسّلام رجلا يعبث في صلاته فقال : لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه» (٩). قوله : (تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً)(١٠) استعارة شبّهها حين محلها (١١) بالذليل الساكن. ثم قال : (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ)(١٢).
__________________
(١) النهاية : ٢ / ٣٤ ، على إحدى رواياته.
(٢) ٢ / المؤمنون : ٢٣.
(٣) ٤ / الشعراء : ٢٦.
(٤) ١٦ / الحديد : ٥٧.
(٥) ١٠٨ / طه : ٢٠.
(٦) ٧ / القمر : ٥٤.
(٧) ٤٥ / الشورى : ٤٢.
(٨) المفردات : ١٤٨.
(٩) كنوز الحقائق ، ورقة : ٦٢ ، نوادر الأصول : ١٨٤ ، وهو حديث ضعيف. ورواه الترمذي بإسناد ضعيف (الفتح الكبير : ٣ / ٤٤).
(١٠) ٣٩ / فصلت : ٤١.
(١١) المحل : القحط والجدب.
(١٢) ٥ / الحج : ٢٢.