خ وض :
قوله تعالى : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا)(١). الخوض : الدخول / في الحديث ، وأصله الدخول في الماء ؛ يقال : خاض البحر يخوضه ، ثم استعير للدخول في الحديث والحرب. فقيل : فلان يخوض أي يتكلم بما لا ينبغي ، وغلب على الرديء من الكلام. قال تعالى : (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا)(٢). وتخاوضوا في الحديث وتفاوضوا فيه بمعنى.
(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ)(٣) أي نوافقهم أو نرضى بما يقولون وإن لم نتكلم. ولذلك قال : (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ)(٤) ، لأنّ من رضي فعلا أو سكت عليه عدّ كأنه فاعله. وقوله : (كَالَّذِي خاضُوا) حذفت نونه تخفيفا ، كما حذف الآخر نون التثنية في قوله (٥) : [من الكامل]
أبني كليب إنّ عمّيّ اللّذا |
|
قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا |
وقيل : الذي بمنزلة حرف مصدري أي كخوضهم وليس بصحيح. وقد أتقنّا ذلك في غير هذا.
خ وف :
قوله تعالى : (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(٦).
الخوف : توقّع المكروه ، ويعبّر عنه بالجزع. وقيل : هو توقّع المكروه لأمارة مظنونة أو معلومة ، كما أن الطمع والرجاء توقع المحبوب لأمارة مظنونة أو معلومة. ويقابله الأمن لما
__________________
(١) ٦٩ / التوبة : ٩.
(٢) ٦٨ / الأنعام : ٦.
(٣) ٤٥ / المدثر : ٧٤.
(٤) ٦٨ / الأنعام : ٦.
(٥) البيت للأخطل كما في ديوانه : ٤٤ ، والخزانة : ٢ / ٤٩٩ ، والكتاب : ١ / ١٨٦. وعزاه ابن يعيش (٣ / ١٥٤) إلى الفرزدق وهو وهم. من قصيدة يهجو فيها جريرا وهو من كليب بن يربوع.
(٦) ٤ / قريش : ١٠٦.