(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ)(١) ، وقوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(٢) إشارة إلى اجتماعهم على الحقّ وتشاركهم في الصّفة المقتضية لذلك.
وقولهم : تأخّيت كذا ، أي تحرّيت في الأمر تحرّي الأخ لأخيه. وتصوّروا معنى الملازمة فقالوا : أخيّة الدابّة (٣) ، لما تربط به من عود وحبل. وفي الحديث : «مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس في آخيّته» (٤) ؛ قال الليث : هو وتد يعرّض في الجدار يربط إليه. وقال الأزهريّ : هو الحبل يدفن مثنيّا ويخرج طرفاه شبه الحلقة ، والجمع الأواخيّ والأخايا (٥) ، وهي فاعولة.
قلت : ومثلها وزنا ومعنى الآريّة (٦) ، وجمعها الأواريّ في قول النابغة : [من البسيط]
إلا الأواريّ لأيا ما أبيّنها
ومثلها : الإدرون والجمع أدارين.
والإخوان : لغة في الخوان ، وفي الحديث : «حتى إنّ أهل الإخوان ليجتمعون» (٧). وقال العريان (٨) : [من الطويل]
ومنحر مئناث تجرّ حوارها |
|
وموضع إخوان إلى جنب إخوان |
__________________
(١) ٢٥٧ / البقرة : ٢.
(٢) ١٠ / الحجرات : ٤٩.
(٣) ويجوز المدّ.
(٤) النهاية : ١ / ٢٩.
(٥) جمع الأخايا على غير قياس.
(٦) في الأصل : الأورية ، وهو وهم. والشاهد مرّ قبل.
(٧) النهاية : ١ / ٣٠.
(٨) ورد في اللسان من غير عزو في مادة (خون) ، وأنشده الهروي كما في حاشية النهاية : ١ / ٣٠ ، والغريبين : ٢٧. والخوان والإخوان : ما يوضع عليه الطعام ليؤكل ، والخوان فارسية.