وزعم الأخفش أنها معربة حال تنوينها. ويورده في غير هذا. ويزاد عليها (١) ما فتجزم فعلين ك «إن» ، ومثلها حيثما.
إ ذ ن :
الإذن : الإعلام. يقال : آذنت لك في كذا أي أعلمتك برفع الحرج في فعله ، فيكون بمعنى الأمر. قال الله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ)(٢) ، (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(٣) ، (إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ)(٤) لمن يشاكله بمعنى الأمر. والإذن : العلم. قال تعالى : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ)(٥) أي بعلمه أو بأمره. ويوافقه : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ)(٦) وقوله : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(٧)(وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(٨) ، كلّه بمعنى علمه.
وقال الهرويّ في : (أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(٩) أي بتوقيته ، وفيه نظر. وقوله : (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ)(١٠) أي فاعلموا. يقال : أذن يأذن إذنا أي علم. وقرىء : فآذنوا بمعنى أعلموا من وراءكم. وقوله : (آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ)(١١) أي بشدّة الدّهش ، وإلا فهم يعلمون أنه عالم بذلك. وقوله : (فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ)(١٢) أي
__________________
(١) وفي ح : عليه.
(٢) ٣٦ / النور : ٢٤.
(٣) ٢٥٥ / البقرة : ٢.
(٤) ٢٦ / النجم : ٥٣.
(٥) ٤ / القدر : ٩٧.
(٦) ٦٤ / مريم : ١٩.
(٧) ١٠٠ / يونس : ١٠.
(٨) ١٠٢ / البقرة : ٢.
(٩) ١٤٥ / آل عمران : ٣.
(١٠) ٢٧٩ / البقرة : ٢.
(١١) ٤٧ / فصلت : ٤١.
(١٢) ١٠٩ / الأنبياء : ٢١.