(النوع الرابع)
(في مقدمات أخر للصلاة)
وفيه آيات :
الاولى : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (١).
(يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً») أي خلقناه لكم بتدبيرات سماوية وأسباب نازلة منه كالمطر وغيره ، ونظيره أنزل لكم من الأنعام وأنزلنا الحديد أو قضيناه في السماء وكتبناه فصحّ الإنزال فيه ، وقيل أنزل مع آدم وحوّا حين امرا بالاهباط.
(يُوارِي سَوْآتِكُمْ) صفة لباسا ، أي يستر عورتكم فإنّ السوءة : العورة ، ولعلّ ذكر قصّة آدم تقدمة لذلك ليعلم أنّ انكشاف العورة أوّل سوء أصاب الإنسان من الشيطان ، وفيه دلالة على وجوب ستر العورة حيث ذكره تعالى في معرض الامتنان عليهم ويؤيّده ما روي أنّ العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة ، ويقولون : لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فنزلت (٢).
__________________
(١) الأعراف ٢٧.
(٢) انظر المجمع ج ٢ ص ٤١٠ والدر المنثور ج ٣ ص ٧٥ و ٧٧ و ٧٨.