يأتي باب فاطمة وعلىّ عليهمالسلام تسعة أشهر عند كلّ صلاة فيقول : الصلاة رحمكم الله إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت. الآية.
وهذا يدلّ على أنّ المراد بأهله من يختصّ به من أهل بيته لا أهل دينه ، ويكون الرزق للعباد ، وإن كان مضمونا منه تعالى لكن بالطلب والكسب كما دلّ عليه غيرها من الآيات ، وعلى الأوّل يمكن أن يستنبط من الآية الأمر بكلّ ما كان واجبا والصبر على جميع التكاليف الشاقّة ، وعدم جعل الرزق مانعا عنه.
(وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) أي العاقبة المحمودة لذوي التقوى الّذين اتّقوا معاصي الله واجتنبوا محارمه ، ولعلّ في إطلاق العاقبة إشارة إلى أنّ غير المتّقين لا عاقبة لهم فكان دخولهم في الدنيا كلا دخول لعدم الأثر المترتّب على وجودهم ، وقال ابن عبّاس : يريد الّذين صدّقوك واتّبعوك واتّقونى. والله أعلم.
الرابعة : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١).
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) قد فازوا بأمانيّهم وظفروا بمطلوبهم وهو الخلاص من
__________________
ـ رسول الله عدة أشهر باختلاف الروايات باب فاطمة وعلى من طريق أهل السنة في الدر المنثور ج ٤ ص ٣١٣ تفسير هذه الآية وج ٥ ص ١٩٩ تفسير آية التطهير ، وكفاية الطالب ط النجف ص ٢٣٢ وإسعاف الراغبين بهامش نور الابصار ص ١٠٨ ونور الابصار ص ١١٢ وغيرها من كتبهم.
(١) المؤمنون ١ و ٢.