(النوع السابع)
(في آيات متعددة تتعلق بذلك)
منها : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) (١).
(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) أصله المتزمّل من تزمّل بثيابه إذا تلفّف بها أدغم التاء في الزاء وجلبت الهمزة للابتداء سمّى به النبيّ صلىاللهعليهوآله تهجينا لما كان عليه لأنّه كان نائما أو مرتعدا ممّا دهشة ابتداء الوحي متزمّلا بقطيفة أو تحسينا له. فإنّه روي أنّه كان يصلّى متلفّفا ببقيّة مرطه أو تشبيها له في تثاقله بالمزمل لأنّه لم يكن قد يمرّن بعد في قيام الليل أو من تزمّل الزمل إذا تحمّل الحمل أي الّذي يحمل أعباء النبوّة أعنى أثقالها ويناسبه التكليف بعده بقيام الليل.
(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) أي قم إلى الصلاة في الليل وإنّ القيام بالليل كناية عن الصلاة فيه ، وفي التبيان أنّه عبارة عن الصلاة بالليل ، وهو قريب ، والاستثناء هنا من الليل أو نصفه بدل من قليل كأنّه خيّره بين قيام النصف بتمامه وبين قيام الناقص منه ، وبين قيام الزائد عليه ووصف النصف بالقلّة بالنسبة إلى الكلّ ومعناه قم إلى الصلاة مقدار نصف الليل أو أقلّ منه أو أزيد منه.
ويؤيّد ذلك ما نقله في مجمع البيان عن الصادق عليهالسلام قال : القليل النصف أو
__________________
(١) المزمل ١ إلى ٨.